بقلم سيدة المسعي 14/10/2021
تنطلق بعد أيام منافسات بطولة الموسم الجديد بتواجد 12 فريقا سيكون رهان جلها اما التواجد في مرحلة التتويج والبحث عن مرتبة متقدمة فيها أو ضمان التواجد في قسم النخبة خلال الموسم المقبل بما أنّ التطلع الى اللقب يظل أمنية صعبة التحقق في ظل تواجد الترجي الذي يبسط سيطرة مطلقة وينصب ذاته المتوج دون سواه في كل مرة رغم المحاولات المتكررة من الثنائي النجم الساحلي والنادي الصفاقسي.
حافظ الترجي الرياضي للموسم الثالث على التوالي على تاج البطولة وخرج برباعية عن جدارة واستحقاق أكد من خلالها أنه بطل فوق العادة وأنه بات لا يوجد له منافس في البطولة والمؤشرات الحاصلة الى حد الان تفيد أن الأمر سيكون ذاته خلال الموسم الجديد فالفريق بات يتواجد فيه تسعة لاعبين من المنتخب الأول وهم خالد بن سليمان ومحمد علي بن عثمان وسليم المباركي وأحمد القاضي وحمزة نقة ومهدي بن الشيخ وصدام الهميسي والثنائي القادم مؤخرا من أبرز منافس «السي اس اس» الياس القرامصلي وإسماعيل معلى، فريق باب سويقة بات يضم مجموعة لن يكون من السهل تجاوزها وستكون قادرة على الخروج مستفيدة من كل منافسة تدخلها باعتبار الخبرة والتجربة الموجودة بحوزتها.
سيكون «السوبر» الخاص بموسم 2020 ونسخة العام الحالي أول الرهانات بالنسبة للترجي الرياضي وينتظر ان يحقق فيه ما هو مطلوب باعتبار الأفضلية التي يمتلكها أمام منافسه «السي اس اس» على كل المستويات خاصة بالنسبة للرصيد البشري، فريق باب سويقة سيكون في طريق مفتوحة نحو مرحلة التتويج فحظوظه وافرة جدا بالنسبة للصدارة وحتى مستقبل المرسى الذي افتك منه فوزا في المرحلة الاولى من بطولة الموسم الماضي لن يقدر على اعادة السيناريو ذاته..
الترجي عرف كيف يضم أفضل العناصر الدولية وأبرز السواعد الصاعدة في مختلف الفرق وهذا سيكون له الانعكاس السلبي على مستوى البطولة الذي سيزيد في الانحدار بسبب عدم تواجد أي منافسة خاصة بعد فترة الفراغ التي مر بها الثنائي النادي الصفاقسي ومن بعده النجم الساحلي في المواسم الأخيرة وحتى عودة الأولمبي القليبي ومستقبل المرسى الى مرحلة التتويج لا تعني أنه سيكون هناك الجديد بالنسبة للتتويجات المحلية.
النجم و»السي اس اس» بالرهان ذاته
أنفق الترجي الكثير من أجل أن يصير لديه الرصيد البشري الحالي بينما فرط في المقابل الثنائي المنافس له النجم الساحلي والنادي الصفاقسي في أكثر من لاعب ركيزة بسبب المشاكل المادية في المقام الأول وغياب الاستقرار على مستوى النتائج، فريق جوهرة الساحل و»السي اس اس» سيدخلان الموسم الجديد بالحظوظ ذاتها وأحدهما سيكون الوصيف في البطولة والكأس على حد السواء وهذا المركز مرشح له فريق عاصمة الجنوب بدرجة أولى بما أنه يظل الأفضل من ناحية الرصيد البشري الذي مازال يوجد فيه عناصر خبرة على غرار علي نبقي وعمر العقربي وحكيم الزواري وأنور الطاورغي ومروان المرابط.
لم يقدر النجم خلال الموسم الماضي على مقارعة أكثر من فريق في المقدمة الاولمبى القليبي الذي استطاع أن يفتك منه المركز الثالث ويتجاوزه في عقر داره وان لم يتدارك الأمر سريعا ويتعاقد مع عناصر خبرة فان السيناريو ذاته سيكون في انتظاره في البطولة الجديدة أيضا، النجم غادرته جل الركائز لانعدام الرهان فيه ومهمة صعبة ستكون في انتظاره أيضا خلال الموسم الجديد وان تمكن من انهائه في المركز الثالث فان ذلك يبقى الأفضل بالنسبة له في انتظار معرفة ان كانت الهيئة المديرة الجديدة ستعطي فرع الكرة الطائرة الأهمية التي يستحقها أم أن الوضع سيظل فيه على حاله.
البقية بين مقعد في «البلاي أوف» وتفادي النزول
تحاول بقية أندية الوطني «أ» أن تكون بدورها جاهزة للموسم الجديد وجميعها حسمت الأمر بالنسبة للإطار الفني والانتدابات بقدر ما تسمح به امكاناتها المادية سعيا منها لأن تكون جاهزة بالقدر المطلوب مع انطلاق منافسات البطولة التي ستخوضها بين البحث عن التواجد في مرحلة التتويج بالنسبة للبعض وضمان البقاء بين فرق النخبة بالنسبة للبعض الاخر، المنافسة ستكون كبيرة بدرجة اولى بين الأولمبي القليبي وسعيدية سيدي بوسعيد ومستقبل المرسى ومولدية بوسالم واتحاد النقل الصفاقسي من أجل التواجد في «البلاي أوف» والبقية ستعمل جاهدة على تفادي نزولا مباشرا الى الوطني «ب» أو خوض «الباراج» الذي يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات وهذا يظل أقصى ما يمكن أن تحققه في الموسم الجديد الذي ستكون غنائمه للترجي بدرجة أولى باعتبار البون الشاسع الموجود بينه وبينها على كل المستويات فالمقارنة تبقى غير جائزة.
ما يوجد في البطولة لا يمكن أن يخدم مصلحة المنتخب
ما انفكى الوضع يزداد تعقيدا بالنسبة للبطولة التي بات التنافس غائبا فيها كليا ان لم نقل منعدما خاصة مع مواصلة الترجي التعاقد مع أبرز العناصر الموجودة في مختلف الفرق وإفراغها من الركائز بحثا عن سيطرة مطلقة على التتويجات المحلية وهذا الأمر لن يخدم مصلحة المنتخب بدرجة أولى، تسعة عناصر من المنتخب الأول في الترجي الذي بات دون منافس لن تستفيد الكثير من الناحية البدنية رغم قيمة العمل الموجود في الفريق وهذا الأمر سيلزم الجامعة على برمجة متواصلة لعناصرنا الوطنية على مستوى التربصات خلال الفترة المقبلة حتى تكون قادرة على الحفاظ على المستوى الذي بلغته وتحافظ على الحصيلة المميزة التي باتت بحوزتها خاصة قاريا وحتى تتطلع بخطى ثابتة نحو الرهان الكبير الذي ينتظرها في مونديال روسيا 2022 الذي ستبحث فيه عن بلوغ الدور الرئيسي وتحقيق خطوة ثانية تاريخية بعد أولى كانت من نصيبها في نسخة 2006.
ما يوجد من قوانين في البطولة لا بد أن يكون محل مراجعة ويبقى غير لائق بنتائج المنتخب فمن غير المعقول أن لا يقدر سوى أربعة لاعبين فقط على الاحتراف والحال أن أكثر من لاعب قادر على افتكاك مكان في أفضل البطولات على غرار خالد بن سليمان، قانون انتقالات اللاعبين وعقوده الطويلة باتا لا تتماشيان والتطور الذي تعيشه الكرة الطائرة حاليا وان لم يتم الحسم فيهما بصفة جدية فان الوضع سيظل على حاله وحتى المنتخب لن يصمد في موقعه كثيرا مستقبلا.
Commentaires
Enregistrer un commentaire