النادي الإفريقي: الدفاع يعود إلى ثوابته.. «ماكينة» الهجوم معطلة والجماهير تواصل كتابة التاريخ

 بقلم بلحسن بن الزين 23/03/2021


منح الإطار الفني للنادي الإفريقي المجموعة راحة مطولة نسبيا بعد النسق الماراطوني الذي عاشه الفريق في الفترة الماضية وذلك لاسترجاع 
الأنفاس بعد الإرهاق البدني والنفسي الذي عاشه زملاء خليفة والأكيد أن الراحة جاءت في توقيت مناسب حتى يقيم المدرب منتصر الوحيشي الوضعية والأهم أنه سيحدد نقاط الضعف التي لابد من تفاديها في قادم الجولات مع العمل على تدعيم نقاط القوة التي ظهرت على المجموعة في المباريات الماضية.

صحيح أن الإفريقي قدم في لقاء الجولة الماضية أمام النادي البنزرتي اسوا مباراة منذ تولي منتصر الوحيشي لمهمة تدريب الأحمر والأبيض إلا أن الأهم كان تحقيق النقاط الثلاث أمام منافس مباشر ليؤكد ذلك النتائج الإيجابية التي رسمها الفريق منذ بداية مرحلة الإياب حيث حقق زملاء يحيي حصيلة نقاط فاقت التي حققوها في مرحلة الإياب بعد حصد 3 انتصارات و4 تعادلات ليكون مجموع النقاط 13 نقطة.
وستكون فترة الراحة مهمة للنادي الإفريقي خاصة مع كم الإصابات التي يعاني منها الفريق والتي فرضت أن يخوض عدد من اللاعبين مواجهات البطولة مصابين والأكيد أن الفريق سيسترجع عددا منهم مع استأنف النشاط.
عندما يتحسن الدفاع
قدم النادي الإفريقي مرحلة ذهاب كارثية من الناحية الدفاعية حيث قبل أهدافا في كل المباريات وكان خارج نطاق الخدمة وزادت الغيابات والتغييرات الكثيرة في الخط الخلفي من هنات دفاع الأحمر والأبيض لتكون الحصيلة غير مقبولة ولا تتماشي مع عادات نادي باب الجديد الذي كان عادة من أفضل الدفاعات في الرابطة المحترفة الأولى ومع بداية مرحلة الإياب وتحديدا مع تواجد منتصر الوحيشي والأهم عودة كوادر الفريق وتحسن المردود الدفاعي وبات الإفريقي أكثر حصانة وأصبح الاستقرار عنوان الخط الخلفي لتكون الحصيلة على عكس المرحلة الأولى ويعلن الأفارقة عن تعافيهم كليا من هنات مرحلة الذهاب.
وقد قبل الإفريقي هدفين فقط منذ بداية الشطر الثاني للبطولة كانا أمام شبيبة القيروان فيما استعصت الشباك على بقية الفرق حيث لم يقبل الدخيلي أو الشرفي أي هدف لـ5 مباريات متتالية وهو ما يؤكد الحصانة الدفاعية التي باتت تميز نادي باب الجديد الذي وجد في بلال العيفة وحمزة العقربي طوق النجاة حيث كان الثنائي حاسما منذ العودة وأعلن عن عودة دفاع الإفريقي إلى ثوابته وهو ما انعكس على النتائج ككل فتحسن الدفاع منح الفريق صلابة أقوى ومكنه من كسب النقاط.
الغيابات الدفاعية كانت صداعا في الإفريقي ودفع ثمنها باهظا في مرحلة الذهاب إلا أن مباراة النادي البنزرتي ورغم غياب كل من الدخيلي والعقربي إلا أن الدفاع أكد أنه تعافى كليا وبات قادرا على تحمل أعباء المباريات بمن حضر.
فورمة غائبة
التحسن الدفاعي للنادي الإفريقي لم تقابله انتفاضة لهجوم الأحمر والأبيض الذي لم يجد إلى حدود اليوم ثوابته رغم قيمة الأسماء الهجومية التي يمتلكها منتصر الوحيشي الذي بحث عن عدة تجارب ولاعبين إلا أن الفورمة ظلت غائبة على الثلاثي الأمامي مهما اختلفت الأسماء ورغم الرباعية في شباك شبيبة القيروان إلا أن المردود الهجومي لم يرتق إلى الطموحات خاصة أن الفورمة غائبة بشكل واضح عن الثنائي ياسين الشماخي وباسيرو كومباوري اللذين كانا هدافي الأحمر والأبيض في المواسم الماضية والقوة الهجومية التي يمتلكها الفريق إلا أن فترة الفراغ التي يمر بها الثنائي متواصلة وقد تكون الراحة الإجبارية للبطولة فرصة حتى يعيد الثنائي حساباته.
ورغم المجهود الذي يقدمه القيدوم صابر خليفة إلا أن ابتعاده عن الملاعب وعدم خوضه لفترة إعداد بدني جعلته يحضر على غير العادة والأكيد أن الجاهزية البدنية كانت حاسمة في ما يقدمه خليفة رغم أنه يعد حلقة مهمة في هجوم الإفريقي بفضل خبرته.
أما فيما يخص بقية الأسماء الهجومية فإن المردود لم يكن مقنعا وهو ما يفسر تواجدها في الدقائق والحديث هنا عن الطاوس والذوادي والثنائي العبيدي والأكيد أن الوحيشي سيستغل فترة التوقف من أجل العمل على تنشيط الماكينة الهجومية المعطلة والأهم الاستقرار على تركيبة هجومية قادرة على ضمان الأهداف وصناعة الانتصارات للنادي الإفريقي.
جماهير خاصة
طالما حصلت جماهير الإفريقي على الثناء والإشادة بفضل دعمها المتواصل لفريقها بضرب حلقات من الوفاء والدعم اللامتناهي المعنوي والمادي وتبقي اللطخات التي قامتها بها الجماهير والتي وصلت لحدود 7 مليارات أكبر شاهد على الدعم الكبير والذي مكن النادي من غلق عدة ملفات لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم لكن يبدو أن دروس الوفاء لن تتوقف عن مدى جماهير الأحمر والأبيض المتعلقة بفريقها حيث تؤكد أخر الإحصائيات أن أحباء النادي الإفريقي حققوا أرقام رهيبة بما أن الحديث يتمحور حوار قرابة أكثر من مليارين في ظرف شهرين فقط منذ سقوط هيئة عبد السلام اليونسي وتولي الهيئة التسييرية المؤقتة والهيئة الحالية بقيادة يوسف العلمي.
وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها فإن مبادرة «شعبها سبونسورها» وصلت إلى قرابة مليارين في انتظار أن تتواصل المهمة حيث أكد الجميع أنهم سيواصلون الدعم المادي في حساب التحالف من أجل الإفريقي فيما مكنت المبادرة التي أطلقت ببيع تذاكر افتراضية لمباراة النادي الإفريقي حين يكون مستضيفا من جمع قرابة 192 ألف دينار وهو رقم مهم يؤكد أن تعلق جماهير الأحمر والأبيض بفريقها لا يوصف ودون نسيان مساهمات بعض المجموعات واللجان في تنقلات الفريق مع التذكير أن فرعي كرة اليد والسلة تحصلا على عائدات أيضا لتكون الحصيلة حسب الأرقام التي تحصلنا عليها تفوق مليارين و365 ألف دينار في ظرف شهرين مما يؤكد أن جمهور الإفريقي يبقي الحامي الوحيد للنادي حيث لم تمنعه الظروف الاجتماعية الصعبة ولا الظروف التي فرضها فيروس كورونا من دعم فريقه ماليا وتؤكد الأرقام أن جمهور الإفريقي وصل إلى 10 مليارات في ظرف عامين وهو رقم كبير قدمه الجمهور لفريقه ليواصل كتابة التاريخ.

Commentaires